اقول لا زالوا.... فيقال لا.... زالوا

نسير في دروب حياتنا حيارى نتهادى الطريق بعصا أعمى يحاذر حفر الطريق.... لا يدري أين تأخذه قدماه بيد أن في قلبه حمى شباب بهتت ملامحه إلا من شبح فضول غامض يكتسيه بفطرته الأزلية.

وما إن تصل يد أعمانا المسكين إلى دفء كف يرمي ثقله كله عليها أملا بالرشد و الاهتداء لطريق ما يروي ضمأه لنورٍ ما....... يضع كل آماله وأحلامه رهناً لتلك الكف الغامضة المملوءة بأمله المستميت.

تقذف في ذهنه آلاف التساؤلات الحيارى عن هذه الكف وعن صاحبها.... يتلمس توجسا عميقا في قلبه لكنه يأبى إلا ان يسلم قدره لذلك الدفء اللحظي.

يسير بخطى ملأها ذلك الشعور النزوّي بوجود الضالة ببعض الثقة راميا عصاه في مهب الريح تأكلها دواب الارض قائلا في تفاصيل وجهه التي شوهتها ثقته واحتواها أمله في المجهول: ها قد وصلت وما عادت لي حاجة برجل ثالثة....ما عادت دليله.

أأصبح الطريق ابرد؟.... أم أن دفء تلك الكف قد بهت؟...... ظهرت على ملامحه الفاترة مسحات قلق وخوف وبعض قطرات العرق الباردة.... يشد اليد إليه عله يستخلص بعض الدفء الذي تكتنزه فلا يجد.... يخفق قلبه خفقات مدوية يترائى للسامع أنه في حضور محرك ما..... .

يتلاشى شعوره بتلك الكف التي أحالها بمحض هواه إلى هداه وسراج طريقه..... يتخبط في ظلام أبدي سحييق.... يهمس... ينادي... يصرخ... يسمع صوتا قادما من بعيد.... يعتريه نشيج يثقل القلب.... لقد وقع في الحفرة التي كان يحذرها.... صاح ببعض الأمل بملء قوته:.... أحبتي لازالوا.... لكن ذلك الصوت الذي يتردد يعود ليصفع عمى قلبه بكف باردة قائلا: لا.... زالوا.


عبارة العنوان مستقاة من بيت لأحمد مطر... بتصرف

كلام عميق جدا ومؤثر..
لأولي الألباب.

تحت المراجعة...

عائدون يا قدس....

شالرك هولمز

جميل جدا ماكتبتة وكم من اشخاص وضعنا كامل ثقتنا فيهم ولم يكونو اهلا لها.

ابدعت في وصفك للكلمات واقتنائك للمفردات ذات البعد اللغوي المؤثر.

- اقتنائك للعنوان كان ملائم جدا لماكتبتة.
- انتقالك مابين الفقرات متناسق جدا.


بعض الملاحظات الطفيفية على منشورك:

- لا تكثر من وضع النقاط بعد فقراتك.
- كلمة حيارى ونتهادي الطريق ليست ذات ترابط لغوي دقيق هنالك بدائل تجعل المعنى اكثر دقة.
-" في مهب الريح تأكلها دواب الارض" ولو انه جائز ادبيا كتابتها في نصك لكن كنصيحة مني
لا تكثر من الترابطات الغير منطقية في منشوراتك.


واخيرا نصك الادبي اعجبني كثيرا وسررت كثيرا لقرائتة فاستمر بالابداع.

كتاباتك تبدو اكبر من عمرك.
تألقت في سماء الادب .

هذا مافعلتة فلسطين وثقت باخوانها العرب لأعتقادها بان رابط العروبة والدين ستؤثر فيهم وتخلت عن سلاح المقاومة لفتره مؤقتة.
فبادلو ثقتها بصفعة القرن.

ومايدريك لعل من امسك بيدك ايضا اعمى مثلك وقد يكون وثق بك كثيرا ثم سقط قبل ان ستقط انت..
لعلم نت من خذلتة وليس هو .

اليد تستشعر الثقل النازل بها.... انت تستشعر ثقة احدهم بك.. ايدي العميان ليس فيها دفء المبصرين... ولو سقط قبلي لجذبني معه
اي خذلان فيه هو؟

ابدعت جدا.
قل مانجد مثل هذا الكتابات.

حلو كمان هيدا الكلام.

كلام رائع
اعجبني اختيارك للكلمات