- صعوبةأن تولد فتاة..
انت لم تجرب أن ترجع للبيت منكسراً مدمى القدمين من الركض حتى لايصطادك الصبية الوقحين أو يسمعوك كلاما بذيئاً يعكر عليك نومك لاسابيع !!
ولم تعرف كيف انك تخاف أن تخبر أمك أنك لم تعد ترغب بالذهاب للمدرسة خوفا من أن يصطادك متحرش مجهول ..
صدقني أنت لم تجرب بعد أن تتلف السنوات هربا من ملاحقة عيون تريد بك سوءاً ،ولم تحسب عدد الأيام التي كنت تتلفت فيها في كل أتجاه ..
لم تعرف يوما كيف يمكن لفتاة أن تخشى البوح بما تكتمه من خوف حتى لاتتلقى التنكيل والتجريح بإنها السبب في ملاحقة السيئين
لاتعلم ماذا يعني أن تكون هاربا أبدا من كل شيء وأنت لم تعرف مأمنا في حياتك. الكل يجري خلفك وأنت تركض لأيام لا تريد أن تصلها حتى لا تصطدم بوجوه لا تريد رؤيتها.
ولاتعرف معنى أن تكبر بهذا الخوف، وحين تقرر أن تضع ثقتك بأحدهم وتظن أنه مأمنك وملاذك وبيت طمأنينتك ..
إذا بك تكتشف أنه ليس سوى أحد السيئين الذين كنت تهرب منهم طيلة حياتك وأنك قدمت له السكين بيدك ليقوم بذبحك !! ويعيدك الى المربع الاول من الخوف والريبة وانعدام الثقة بالاخرين ،،
نعم؛ أن الخيبة قد تكسرك أو قد تقويك
نعم ؛ حينها كبرت ونضجت ،
وأصبحت أنثى قوية جداً ،
لكن ليس للدرجة التي تدفعني لحرق تلك الايام ، وتلك القصائد التي تذكرني اني ذات يوم لم أعد طفلة هاربة وخائفة، أني ذات يوم كنت أميرة قلمه،وصبية قلبه الشقية، وأم لروحه ..
لكن ؛الأيام التي وشمت نيلجها في جدران ذاكرتي لا تحسن نسيان من أساء، واحداً واحداً أنا ألعنكم هذا المساء ...
#نوران_الحسيني